Wednesday, January 14, 2015

الصابئين أو الصابئون

 إخواني المسلمين، تقولون أن القرآن الكريم هو المعجزة العظمى لرسولكم المفدى، حيث جاء خارقًا للعادة و المألوف من قول البشر، عجز العرب على إن يتحدوه، بمعنى أنَّ أحدًا لا يستطيع أنْ يأتي بمثلـه و لو بأية و إن اجتمع أفصح العرب، القرآن أنزل : "بلسان عربي مبين"  هكذا يقول رسولكم الكريم في كتابه المنسوب إلى رب العالمين، متحديا السابقين و اللاحقين أن يأتوا بمثله.


إخواني تعلمون أن اللسان العربي لا يلحن أبدا, و لا سيما اذا كان يخاطب العرب أفصح الأمم و هم على حد علمي لا يقبلون من أي ناطق بالعربية أن يلحن فيرفع المنصوب او ينصب المرفوع، مثلما فعل رسولكم الكريم، حيث ورد فى سورة المائدة الآية التالية و التى الإعراب بها ورد مخالفاً للقاعدة الإعرابية : إن تنصب إسمها و ترفع الخبر:" إن الذين أمنوا و الذين هادوا و ( الصابئون ) و النصارى ..مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ عَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لَا هُمْ يَحْزَنُونَ" وردت هذه الأية في سورة المائدة الآية 69. و القارء لالقرآن الكريم سيلاحظ إختلف من ناحية الإعراب مع ما ورد سابقاً في سورة البقرة الأية 69 :" إن الذين أمنوا و الذين هادوا و النصارى و ( الصابئين ) .. مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ عَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لَا هُمْ يَحْزَنُونَ". و ما تلها في آية أخرى من سورة الحج 17 "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ الَّذِينَ هَادُوا وَ ( الصَّابِئِينَ ) وَ النَّصَارَىٰ وَ الْمَجُوسَ وَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".


قرأت الأيات الثلاث و لم أعلم تفسير أو حل إشكال مرضي و مقنع حتى الان، لهذه المخالفة اللغوية الإعرابية بين ما ورد بسورة المائدة وماورد بالبقرة و سورة الحج.
1) فهل لهذا الإختلاف النحوي حكمة ؟
و إن وجدت حكمة، كيف لهذه الحكمة الربانية أن تتجاوز الذوق و الأذن العربية التى لا تخطئ أمور مثل الفصاحة و اللحن و هي من الأمور التى تعاب على العربي!؟ فما بالكم إخواني  اذا كان نبياً او اذا كان القرآن كلام الله !

2) هل يوجد تفسير لغوى او قاعدة نحوية يمكن ان يكون إعراب آية المائدة بذلك صحيحاً أو تزيل اشكال الإختلاف فى الإعراب السابق بيانه ؟!
ولكن التركيب اللغوى فى آية المائدة واضح لكلمة الصابئين : إنه اسم إن الذى لا نعلم له إعراب لغويا غير النصب !

3) هل يمكن أن يكون لهذا الأمر علاقة بعلم القراءات، كأن يكون هذا كنتيجة لإختلاف القراءات و ترجيح الرفع فى آية المائدة مثلا !
بالله عليكم أرجو بيان هذا الإشكال 

وفقنا الرب و وفقكم للحق و بيانه.

No comments: